الجمعة، 30 أغسطس 2013

أنت والمجتمع (بصمة حياة)



إن جوهر وأصل ومكون المجتمع هو الإنسان بحد ذاته ، والإنسان بطبعه اجتماعي يألف ويؤلف ، يعيش يعطي ويأخذ ، يفيد ويستفيد ، نافع ومستنفع ، كذلك هناك من يعيش في المجتمع ضال مضل ، ضار مضر ، أياً كان هناك في المجتمع من هو إيجابي وهناك من هو سلبي والتنوع في المجتمع أمر صحي وحياتنا قائمة على تبادل المنفعة في الأمور الدنيوية أو الأخروية والله سخرنا لخدمة بعضنا البعض ، حيث يقول ألكسيس كاريل في كتابه الإنسان، ذلك المجهول[1]، وهو يبحث في موضوع الجسم، في كلِّيته ووحدته، إن القلب لا يوجد على حدة، أي في معزل عن كلِّية الجسم، وإن الرئتين لا توجدان على حدة، وإن الدماغ لا يوجد في شكل مستقل عن وحدة الجسم؛ فنحن لا نستطيع أن نتصور قلبًا مجردًا، أو دماغًا مجردًا، أو عضوًا مجردًا أو معزولاً، لكننا نستطيع تصور عضو مشخَّص وقد تعيَّن في وحدة متماسكة تنم عن تفاعُل الكثرة في الوحدة ، لهذا الإنسان لا يستطيع العيش لوحده وتلبية حاجاته في الدنيا لوحده، الإنسان يحتاج إلى أسرة يعيش في أحضانها وقبيلة ينتمي إليها، وأناس يشاركهم أفراحهم وأتراحهم وهم كذلك يشاركونه .تخيلوا معي شاب منعزل عن الناس، كيف سيبدو الأمر في يوم زواجه ؟ أو في مرحلة دراسته أو حتى عند مرضه أو موته ،لهذا الوحدة هي عنوان الهلاك وبالمقابل أحد أسباب السعادة والعيش بفاعلية هي الدخول في المجتمع والعيش بإيجابية فيه. لهذا ماأثارني هو وجود أناس طلقوا الحياة الاجتماعية ولم يفكر يوما من الأيام أن يكونوا لبنة من لبنات هذا المجتمع ، والله أحزن وتكاد تدمع عيني عندما أرى إنسان قادر على العطاء ولكن لايملك الجرأة أن يفتح قنوات عطاءه تتدفق على المجتمع ، أحزن عليك عندما أراك تتوارى خلف دثار وحدتك، إن عليك اليوم أن تكسر جدار الخجل بينك وبين الناس، وأن تبدأ في بناء جسور الثقة والمحبة مع كل من حولك ، إن وجودك بقوة في المجتمع يعني تعدد خياراتك في الحياة وتزايد فرصك للنجاح ، المجتمع اليوم يتألم لعدم وجودك فغيابك وغياب إيجابيتك في بناءه المتكامل بمعنى أنه يتأثر بشكل مباشر أو غير مباشر وسيبدأ يتهالك ، وهكذا لو كل واحد فينا قال أنا أنا لهلك الكون بأكمله ولما وجدت أحد يقدم لك أدنى الخدمات التي تحتاجها ، إن المجتمع عبارة عن شجرة كبيرة مثمرة أنت أحد ثمارها إذا أردت أن تكون أو ممكن تصبح الشوك الضار بين جنباتها.
رغم المسؤوليات الملقاة على عاتقنا على مستوى علاقتنا بربنا وأهلنا وأعمالنا وصحتنا وو..الخ إلا أن المسؤولية الملقاة على عاتقنا في خدمة المجتمع ليست بالأمر بالسهل ، ولايمكن تجاوز ذلك ، إن المجتمع هو ميدان للنجاح وترك بصمات إيجابية فيه ، إن الإنجاز في المجتمع هو الشرف بعينه ، إن المجتمع المنجز يأتي من الإنسان المنجز، فأنت أحد مكوناته وأحد أعمدته ، هل تتمنى أن تصبح الرقم صفر في عين المجتمع ؟ هل تتمنى أن تصبح رقم صعب تحتل مكانة غير عادية؟ إن المجتمع اليوم بقدر ماقدم لك الكثير إلا أنه يطالبك بمثل ماقدم وزيادة ، حتى على مستوى الشركات ونجاحها سبب ذلك هو المجتمع لهذا واجب عليها تفعيل نشاط المسؤولية المجتمعية ورد الجميل لهذا المجتمع الذي كان سبب في زيادة مبيعاتها وبالتالي زيادة أرباحها فالموظفين والعملاء والموردين كلهم من المجتمع ، إن المجتمع اليوم هو مجتمع تكاملي قائم على تبادل المنفعة كما أسلفت سابقاً ، ستسألني ماذا سأقدم للمجتمع ، إن الإنسان الذي يرى نفسه ذو قيمة يستطيع أن يقدم للمجتمع في المجال الذي تميز فيه فهناك من خدم المجتمع في الجانب الرياضي وهناك من خدم المجتمع في جانب الإنشاد وهناك من خدم المجتمع في الجانب الإقتصادي وهناك من خدمة المجتمع في مجال الكهرباء وتعرفون قيمة أديسون في حياتنا عندما أضاء العالم باختراعاته وأفكاره وإبداعاته ، إن الحرقة التي كانت موجوة في قلب أديسون على المجتمع هي من رفعة من شأنه ، إن حرصه على خدمة المجتمع هل من جعلته يبدع ، فهل سنى نماذج مشرفة تخدمة المجتمع في شتى المجالات هذا مانحرص عليه في مشروع بصمة حياة وتشجيع الناس بشكل عام والشباب بشكل خاص بأهمية الإنجاز ونشر ثقافته وترك الأثر الطيب والمبارك في المجتمع فالمجتمع نحن ونحن المجتمع
د.ناصر الأسد مؤسس مشروع بصمة حياة
ناشط في خدمة المجتمع ومحفز أول للشباب
كـــاتــب ومحاضــر في مــجـــال تطــوير الذات

الثلاثاء، 27 أغسطس 2013

هل أنت صديقي ؟



كم هم مؤلم ان تقضي اجمل الاوقات مع احدهم و تسميه صديق و اخ و تفتح له قلبك و تسره بامرك , فتأتي رياح القدر لتكشف لك عن خلاف ذلك . انه ليس صديق انت كنت الصديق و انت فقط اما هو فقد جمعته بك مصالحة الشخصية و ماربه الدنيوية  و حان موعد الاغلاق البيعي لهذة العلاقة فنسبة المبيعات للمبادىء والقيم قد انتهت ودورة حياة هذا المنتج تلاشت  . و لربما اختلف معك أو معه ليس لسبب واضح وبين بل في كثير من الأحيان بسبب نقل الاخبار و احاديث المجالس  دون التأكد من مصادرها ثم يأتي التفسير الشخصي من قبل المستمع و حسب رصيد العلاقة مع المنقول عنه و هلما جرا, و قليل من يختصر المسافة  بالمصارحة والذهاب إلى الطرف الآخر للتأكد والتثبت والسماع منه مباشرة وحتى تستطيع أن تتخذ قرار الرد وفق أصول وبينات وادلة وهذا لايحصل إلا إذا عرفنا قيمة العلاقات الإنسانية والعلاقات الاجتماعية وأدركنا مدرى الخطورة التي نشكلها على أنفسنا وكل من حولنا ، إن مبدء المصارحة والمواجهة في حل كثير من أمور حياتنا هو سر ومفتاح للحلول الناجحة وسر نجاح العلاقات في شتى أنواع العلاقات الأسرية ، التجارية ، القبيلة ، الإجتماعية ، إن الإتصال من طرف واحد يعني نحر تلك العلاقة وقتلها من الخلف دون علم الطرف الآخر وفي كثير من الأحيان نكتسف أننا كنا على خطأ عظيم وأننا كنا نقصد شيء والحقيقة شيء آخر ، ، فكم من أخت اتهمت زوراً بسبب عدم التأكد وكم من إنسان سجن سنين بسبب تهمة ليس له علاقة فيها وكم من إنسان قتل بسبب وشاية كاذبة وكم من معلومة تغير وأفكار اندثرت بسبب أن الإتصال من طرف واحد. لايحق لك أن تتجاهل الطرف الآخر وهو جزء من المشكلة أو من الموضوع فالقرار هو قرار يخصكما معا ولابد أن يطلع على ماسمعت ومافسرت وإعطاءه الفرصة الكاملة للرد حتى نصل إلى مرحلة فتبينوا مصداقاً لقول الله جل في علاه يا أيها الذين آمنو إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ..الآية ، الإسلام علمنا ذلك فالحق أحق أن يتبع والهوى عدو واداة من أدوات الشيطان والنميمة أداة من ادوات شياطين الإنس و فكاك ذلك كله فتبينوا أسال الله أن يهدينا وإياكم الطرق القويم والصراط المستقيم .
د.ناصر الأسد مدرب دولي معتمد في التنمية البشرية
متخصص في التسويق وتطوير الذات