السبت، 5 ديسمبر 2015

(طفل لا يعرف الطموح) قصة

(طفل لا يعرف الطموح)
قبل فترة من الزمن وأثناء مروري بالسيارة خارج المدينة وجدت طفل لا يتجاوز عمره 14 سنة تقريباً واقف تحت حرارة الشمس المحرقة ولايوجد خدمة نقل سيارات في هذا المكان فاضطررت للوقوف له وعندما سألته قال هل ممكن أن تقلني معك الى المدينة قلت له وأين أهلك قال أبي ذهب للعمل وأمي ذهبت للعمل وأنا أريد أذهب للمدرسة ولكن كان شكله أبداً لايوحي لذلك وكأنه أتى من المزرعة قلت له تفضل وحذاري أن تركب مع أي حد فالناس ليسوا سواسية قال إن شاء الله فالك طيب ، طبعا كنا ساكتين وأنا ألتفت اليه باستغراب قال لي ياعموا لا تستغرب سأذهب لبيت جدي فأنا نسيت كتبي هناك وألبس ملابسي يقصد ملابس المدرسة فهزيت رأسي وقلت له ولكن أنت تأخرت كثيراً قال سأذهب مهما صار سأذهب فسررت بمشاعره هذه وحرصه على التعليم حاولت أحاوره في الطريق فسألته هل تحفظ كتاب الله قال بس الفاتحة وقليل من السور الصغار قلت له ممتاز ممكن تسمعني قراءتك فقرأ وبكل جرأة وكان صوته حسن وهو طبعاً من قبيلة تحب الشعر فطلبت منه القاء قصيدة قصيرة يحفظها ولبى طلبي وطلبت منه شرح بعض أبياتها وطبعاً لما تتعامل معاه كأنك تتعامل مع ولد عمره 20 سنة فلما اكمل كان عندي بسكويت وعصير في السيارة أعطيته وبدأت أسأله عن الفريق المفضل لديه فذكر أحد الأندية وذكرت له بعض محاسن هذا النادي وسر حصوله على البطولة السنة الماضية وسر اخفاقه السنة الحالية فاستغرب مني أن عندي المام بهكذا معلومات وعندها تفاعل معاي أكثر قلت له ماهي طموحاتك أحلامك ؟ قال لا أدري قلت كيف لا تدري أي إنسان عنده طموحات مهما كان فقط الفرق بين الناس اختلافها فبعضهم طموحاته على قده والبعض الآخر طموحاته تناطح السحاب قال ما أدري قلت له ماتحلم تخدم وطنك مجتمعك تصير مثلا ضابط كبير تدافع على بلدك أو طبيب تخدم الناس وتكون سبب في شفاءهم أو لاعب كرة قدم مشهور أو عالم وداعية إلى الله تخيلوا مايعرف ولا يتجرأ حتى يكون عنده حلم حتى لو بسيط ماعنده فكر بالمستقبل أبداً قال لي والله دمعت عيني وانقهرت قهر لا يعلمه إلا الله قال لي أول مرة حد يقول لي هالكلام قلت له لم أقل شيء غير طبيعي ماقلته يفترض يكون عند أي إنسان وبدأت أفرق له بين الإنسان والحيوان وأن الله ميزنا بالعقل ولابد يكون لنا قيمة وتأثير في المجتمع ولكن بطريقة تتلائم مع مستواه وعمره ضربت له أمثلة كثيرة من مجمتعه وبيئته وأعطيته شوي من تجربتي في الحياة طبعاً أنا انقهرت أكثر لما يكون طفل بهكذا قدرات مؤهل للنجاح فقط يحتاج إلى متابعة ودفعة بسيطة من الأهل طبعاً هو لايصلي البتة إلا في رمضان للأسف الشديد لكن من خلال حواري معه أرى أن مؤهل يكون له شأن كبير لكن تباً لبعض الآباء والأمهات لايدركون مامعنى الطفل والأبوة والمسؤولية وكأنه دجاجة خلفها فراخ تأكل وتشرب وانتهى الأمر ؟!
من المسؤول عن ضياع أولادنا ؟ هم بمثابة مزرعة خصبة لكن أين المزراع أسال الله أن يحفظ شبابنا وبناتنا من الضياع وأن يسخرهم لخدمة أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأختم وأعتذر عن الإطالة قال لي عندما نزل من السيارة ورآني حريص على أن يكون له مستقبل
والله ياعم أوعدك أني أشوفك بعدما أكبر وأقول لك شو صرت مالك إلا بياض الويه طبعاً باللهجة الإماراتية يعني سأبيض وجهك ويكون لي حلم ويتم تحقيقه على أرض الواقع قلت له تعدني رغم أنك لا تعرفني قال أوعد نفسي وأوعدك فذهب والله طرت من الفرح أثلج صدري رغم أني غريب عنه لكنه تفاعل سبحان الله ما أسهل التربية وما أصعب عندما يكون هناك آباء أو امهات بلا تربية -
ناصر الأسد (أبوبدر)

شاركها :)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق