يوم نتنفس فيه الصعداء , ونترقبه بفارغ الصبر نحط
فيه رحال الأسبوع و ننفض غبار التعب و المشقة التي رافقتنا طوال الأيام الستة على
الرغم من انها مشقة تخللتها متعة الإنجاز و الشعور بالحياة و لكن هو محطة التجديد
و بقعة الإقلاع من جديد. جماله متعدد الجوانب ففي ذهاب الجموع الى صلاة الجمعة و الاستماع الى
الخطبة و الدعاء يكتسب المصلين جرعة من الايمان لو جددوا النية و تحرروا من جو
العادة الى روح العبادة . كيف لو زادوا على ذلك بكثرة الصلاة عل الحبيب
المصطفى صلى الله عليه و سلم و لهم فيه بشرى ليست لهم في غيره من سائر الايام
يرويها لنا الصحابي الجليل ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَالَ : ((
فِيهِ سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي يَسْأَلُ
اللَّهَ تَعَالَى شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ )) وعن أبي هريرة ،
قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم
: (( سيد الأيام يوم الجمعة ، فيه خلق آدم ، وفيه أدخل الجنة ، وفيه أخرج
منها ، ولا تقوم الساعة إلا يوم الجمعة ))[2] .ويستحب في يوم الجمعة قراءة سورة الكهف لما لذلك من
عظيم الاجر . شكرا لك يا يوم الجمعة جمعت للحاذق فينا بين الدنيا و الدين و اقصد
بالدنيا انه يوم ينبغي ان تأخذ فيه أجسادنا القصد الكافي من الراحة البدنية و كذلك الراحة
النفسية . و فيه نستطيع ان نستمتع بعلاقاتنا الاسرية و الاخوية و لهذا الجمعة هي
جامعة . بل و هي نقطة الانطلاقة الى اسبوع حافل بالعطاء و العمل الجميل فشكراً لك
يا يوم الجمعة .
د.ناصر الأسد
كاتب صحفي