الثلاثاء، 11 فبراير 2014

منظمة وليست منظمة


     عندما تسأل عن عدد منظمات المجتمع أو الجمعيات الخيرية والتطوعية تجد ان العدد كبير جداً , يجعلك تشعر بالارتياح و التفاؤل في دولة هي بأمس الحاجة  إلى التوعية والتحفيز والتنمية , في دولة عدد الفقراء فيها يصل إلى نسبة مخيفة . لكن السؤال الفضولي الذي دائما يطرح نفسه ماذا عن الكيف وماذا عن  المخرجات لهذه الاعداد المتنامية ؟؟؟؟ . بادئ ذي بدء اعتقد اننا لابد ان نتساءل حول الوضع التنظيمي لهذه المنظمات و المؤسسات التي تفرخها تارة الحاجة و تارة الموضة و تارة اخرى اغراض الشخصية و قلما تجد منظمات ولدت من رحم احتياجات المجتمع و آلامه و الآمال . لذا عندما نتطلع الى المخرجات ستكون هذه المخرجات ولابد نتاج الفكرة التي قامت من اجلها تلك المنظمة . اضف الى ذلك أن الأغلب الاعم من هذ المنظمات لا تكاد تجد الى التنظيم طريق . فالقليل و القليل منها بدء أعماله  وفق رؤى واضحة ووفق دراسة منهجية ،لذا فليس من العجيب ان تجد الكم متسارع و الكيف متقهقر. و لربما كان من ابرز  الأسباب التي جعلت الكم يتفوق على الكيف ما يلي  :-

- عدم وجود سبب جاد ودافع كبير للتأسيس ؛ فهناك من  أسس المنظمة ليقال أنه يدير مؤسسة ويستثمر تلك الرخصة لمآرب أخرى وغيرها بل تم التأسيس لأسباب شخصية ليس للمجتمع علاقة  بها البتة  .
- غياب التخطيط الاستراتيجي و الاني  لكثير من المنظمات و وعدم الالتفات الى إعداد الانظمة و كتابة خطط بعيدة المدى وفق حاجة الفئة المستهدفة من المجتمع مع مراعاة التغير المتسارع في البيئة المحيطة .
- ضعف الإدارة التسويقية و ضعف دور العلاقات العامة وخلق شراكات استراتيجية فعالة .
- الإعتماد على دعم المنظمات الدولية وقبول الدعم السخي الذي يجعلنا نتساءل عن اسبابه بينما نرى عجلة التنمية الحقيقة و الاحتياجات الاساسية للمجتمع  لا ينالها هذا السخاء  . و يكون الحصول على الدعم في عدد من المنظمات هو السبب الحقيقي للتأسيس .
- ضعف الكوادر الإدارية فيلجأ البعض الى توظيف من ليس له مهارة ولا خبرة ولا معرفة تحت شعار أنا أريده مثل العجينة أشكلها على كيفي :) وهو نفسه لم يجد تشكيلته الخاصة .
- عدم وجود التخصص وتحديد فئة مستهدفة محددة لحل مشكلة او اشباع حاجة لفئة من فئات المجتمع فلا بد ان يتساءل المؤسس قبل الشروع في اجراءات التأسيس ماهي المشكلة التي ستكون هذه المؤسسة جزء من الحل فيها ؟ فهذا يستهدف المجتمع في المجال التربوي وهذا في الجوانب الأسرية وهذا في الجوانب التنموية و هكذا.
- عدم استثمار الإعلام الجديد والتسويق الرقمي , فاليوم شبكات التواصل الاجتماعي فرصة عظيمة  للوصول الى عدد كبير من الناس والتأثير فيهم وتحقيق أهداف المنظمةس المشروعة بهم و من خلالهم .
- ضعف بناء الهوية المؤسسية وربطها بالأهداف .
- فقر إبداعي كبير في ابتكار الأفكار وطرق تنفيذها .
- ضعف ثقافة الإنجاز وحب ترك بصمات إيجابية في المجتمع .
- تغليب مصلحة و اهداف المؤسس الشخصية على مصلحة و اهداف المنظمة .
- قلة الالتفات الى مبدئ الجودة و الانشغال بمبدئ الكثرة فهناك من يقيم العديد من الفعاليات المتفرقة و المتكررة لكنها في  أغلبها تفتقر الى الجودة و التركيز.
  و في الاخير دعونا  نكتب و نقول و نكرر المنظمة لابد ان تكون منظمة تستقي وجودها من احتياجات المجتمع و  تراعي مصالحة و ثقافته و هويته . لنطلق اليوم دعوة باسم الوطن تتبلور في بند واحد هو تغليب مصلحة اليمن و العمل وفق رؤى تضمن التغيير الإيجابي  و تدفع بعجلة التنمية الحقيقة الى الامام .
الدكتور ناصر الأسد
كاتب صحفي وناشط اجتماعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق