.كان ياما كان في قديم الزمان يحكى فيما كان أن امرأة زارت صديقةً لها تجيد الطبخ لتتعلم منها سر نجاحها في طبخ السمك؛ وأثناء ذلك لاحظت أنها تقطع رأس السمكة وذيلها قبل قليها في الزيت ، فسألتها عن السر، فأجابتها بأنها لا تعلم ولكنها تعلمت ذلك من والدتها ، فقامت واتصلت بوالدتها لتسألها عن السر لكن الأم أيضاً قالت : أنها تعلمت ذلك من أمها الجدة فسارعت بالتواصل معها لتعرف السر المثير؛ فقالت الجدة بكل بساطة : السبب يعود إلى أن مقلاتي كانت صغيرة والسمكة كانت كبيرة.. إن مغزى القصة هو حال الكثير منا نتوارث عن الآباء والأجداد أموراً كثيرة في حياتنا دون أن نسألهم عن السر أو أقلها قبل أن نتبنى ذلك ونسقطه على أرض الواقع ، لماذا لا نبحث عن هذا الأمر بشكل جدي هل هو صائب أم خاطئ، هل يحتاج إلى تعديل هل سيساعد في نجاحنا اليوم وعلى كافة المستويات والمجالات؟ .. إن هناك العديد من الطرق و الأساليب التربوية تعد قديمة وعفى عليها الزمن لا تتناسب و زماننا هذا ، لا زال البعض يكرر بعض الأمثال الشعبية الخاطئة كقولهم «إذا لقيت القوم عور أعور عينك معاهم» و لماذا لا يبقى النور في كلتا العينين لخدمة من فقد احداهما ، أنا لا اقصد بما أسلفت ذكره الإساءة إلى إرث الآباء والأجداد و جهودهم ونحن نعتز بالماضي والإنجازات الرائعة التي حققوها لنا فجزاهم الله خيراً ، لكن الحاجة تقودك إلى الاختراع و الألم يدفعك إلى التداوي لنلتفت جميعا لأمور ربما حاصرتنا في حياتنا و سببت لنا الألم ورثناها كابراً عن كابر، تغلغلت في نفوسنا و انعكس وجودها جلياً في أفعالنا و طريقة تربيتا لأبنائنا ، فهناك من تألم من والداه ليترجم ذلك الألم دون شعور في قسوته مع أبنائه أو إقصائهم.
وهناك من تبنى قناعة سلبية من موقف معين ظل يطارده طوال حياته، فكم من مربٍ صادق العصا واستبدلها عن الحوار المثمر مع من يربيهم لأنها وسيلة أبيه و جده أو لربما أنها الأسهل ،ألم تسمع قول احدهم «الصميل خرج من الجنة» ويقصد بالصميل العصا ، و لربما وجدت المدير ينظر للموظف أو المستخدم نظرة دونية ظناً منه انه لو أهداه ابتسامة جميلة فإنها ستتحول إلى سهم قاتل يفتك به وبمنصبه وهيبته . كم تكرر على مسامعنا أن الوالد لا يتمنى أن يصبح أحد أفضل منه باستثناء ولده , وعلى أساس هذه القاعدة الذهبية يبدأ الأب في التربية ليصبح الولد مصدر فخر له ولكل العائلة، الغريب في الأمر أن الوالد لم يتميز عن والده والجد لم يتميز عن والده أيضاً والكل ينتظر بزوغ شمس أحد الأبناء أو الأحفاد و لا زال البحث جارياً .لازال هناك انتظار وعلى مدار السنوات لظهور مهدي زمانه ، الكثير يبحث ومرتقب و إلى الآن لم يٌر حتى علامات ظهوره، إن أحد و أبرز الأسباب وراء عدم ظهوره ؛ هو تبني عدد من الطرق التربوية التي ورثناها و عاشرناها ، لم ينظر الوالد لمعطيات الولد ومعطيات الزمن ومعطيات المجتمع .. فقط سعى إلى أن يربي ابنه وفق القناعات التي أخذها عن والده وفق الطرق التي تربى بها وفق الأساليب التي رآها، هل يعقل أن تربي ولدك بأسلوب الستينيات وتسقطه على الحداثة والتطور الموجود اليوم و التعقيدات التي ظهرت في زماننا زمان التقنية الحديثة والوسائط المتعددة والإعلام الجديد والتمظهر الخداع لهذا كما يقولون : لكل زمان دولة ورجال .لا ينبغي أن نربي أبناءنا كما تربينا نحن و صدق علي رضي الله عنه حين قال : «ربوا أبناءكم لزمان غير زمانكم»، أسأل نفسك ماذا كانت أحلامك عندما كنت صغيراً هل عرف بك وبأحلامك احد ؟ ، و اختصر حديثي في نداء أقول يا كل أب و مربٍ .. هل تريد أن تكرر نفس الخطأ ويدفع الفاتورة ابنك الحبيب؟
لما لا تسعى إلى اكتشاف قدرات طفلك ومواهبه , ماذا يريد وماهي نقاط قوته ونقاط ضعفه. ما العيب أن تتعلم وسائل تربية حديثة أو تستشير المختصين ؟ما دامت النتيجة هي الحفاظ على فلذات أكبادنا ، نحن اليوم جزء من التاريخ و أبناؤنا من يبني المستقبل فلابد أن نزودهم بالأدوات و المهارات التي تمكنهم من ذلك, و مما لا يسعنا نسيانه في هذا المقام هو غرس الاعتزاز بالهوية، و سلام على كل أب ورث لنا إنساناً ناجحاً يكون لبنة حسنة في بناء المجتمع.
وهناك من تبنى قناعة سلبية من موقف معين ظل يطارده طوال حياته، فكم من مربٍ صادق العصا واستبدلها عن الحوار المثمر مع من يربيهم لأنها وسيلة أبيه و جده أو لربما أنها الأسهل ،ألم تسمع قول احدهم «الصميل خرج من الجنة» ويقصد بالصميل العصا ، و لربما وجدت المدير ينظر للموظف أو المستخدم نظرة دونية ظناً منه انه لو أهداه ابتسامة جميلة فإنها ستتحول إلى سهم قاتل يفتك به وبمنصبه وهيبته . كم تكرر على مسامعنا أن الوالد لا يتمنى أن يصبح أحد أفضل منه باستثناء ولده , وعلى أساس هذه القاعدة الذهبية يبدأ الأب في التربية ليصبح الولد مصدر فخر له ولكل العائلة، الغريب في الأمر أن الوالد لم يتميز عن والده والجد لم يتميز عن والده أيضاً والكل ينتظر بزوغ شمس أحد الأبناء أو الأحفاد و لا زال البحث جارياً .لازال هناك انتظار وعلى مدار السنوات لظهور مهدي زمانه ، الكثير يبحث ومرتقب و إلى الآن لم يٌر حتى علامات ظهوره، إن أحد و أبرز الأسباب وراء عدم ظهوره ؛ هو تبني عدد من الطرق التربوية التي ورثناها و عاشرناها ، لم ينظر الوالد لمعطيات الولد ومعطيات الزمن ومعطيات المجتمع .. فقط سعى إلى أن يربي ابنه وفق القناعات التي أخذها عن والده وفق الطرق التي تربى بها وفق الأساليب التي رآها، هل يعقل أن تربي ولدك بأسلوب الستينيات وتسقطه على الحداثة والتطور الموجود اليوم و التعقيدات التي ظهرت في زماننا زمان التقنية الحديثة والوسائط المتعددة والإعلام الجديد والتمظهر الخداع لهذا كما يقولون : لكل زمان دولة ورجال .لا ينبغي أن نربي أبناءنا كما تربينا نحن و صدق علي رضي الله عنه حين قال : «ربوا أبناءكم لزمان غير زمانكم»، أسأل نفسك ماذا كانت أحلامك عندما كنت صغيراً هل عرف بك وبأحلامك احد ؟ ، و اختصر حديثي في نداء أقول يا كل أب و مربٍ .. هل تريد أن تكرر نفس الخطأ ويدفع الفاتورة ابنك الحبيب؟
لما لا تسعى إلى اكتشاف قدرات طفلك ومواهبه , ماذا يريد وماهي نقاط قوته ونقاط ضعفه. ما العيب أن تتعلم وسائل تربية حديثة أو تستشير المختصين ؟ما دامت النتيجة هي الحفاظ على فلذات أكبادنا ، نحن اليوم جزء من التاريخ و أبناؤنا من يبني المستقبل فلابد أن نزودهم بالأدوات و المهارات التي تمكنهم من ذلك, و مما لا يسعنا نسيانه في هذا المقام هو غرس الاعتزاز بالهوية، و سلام على كل أب ورث لنا إنساناً ناجحاً يكون لبنة حسنة في بناء المجتمع.
الدكتور ناصر الأسد كاتب وناشط اجتماعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق