هناك من اختار مسار العاجزين وهناك من اصطف بين
صفوفهم فهو للعجز والإستسلام عنوان ، فهو
تارة يلعن الظلام وتارة يلوم القدر وتارة يؤكد أن تربيته كانت على خطأ وأن البيئة
التي عاش فيها كانت هي الملومة وتارة يقول ليس لدي المال والجاه والسلطان ومرة يبكي ومرة
ينوح ، ويظل يتذاكى على ذاته ليثبت لها أنه عاجز هل قرأت هذا الحديث النبوي الشريف
والذي يحتوي على استراتيجية الإرادة والتغيير الذاتي " فعن عوف بن مالك رضي
الله عنه أنه حدثهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى بين رجلين ، فقال المقضي عليه
لما أدبر حسبي الله ونعم الوكيل فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله يلوم على
العجز ولكن عليك بالكَيس ، فإذا غلبك أمر فقل حسبي الله ونعم الوكيل " للأسف
الشديد هناك من يتواجدون في مجتمعنا يفضلون الإنتحار على أن يقف أمام المصاعب
والعوائق في الحياة ، لايعرف سوى العجز والكسل ورسولنا صلى الله عليه وسلم قد
دعانا للإستعاذة من العجز والكسل وغلبة الدين وقهر الرجال ، هناك من سمح للظروف أن
تقهره ، لماذا ؟ لأنه لم يستعمل عقله يوماً ما ولم يعرف خطر العجز والإتكال على
الآخرين والإنتظار لهم والذل بين أيديهم ، لهذا الدين والإسلام دعانا للعزة
والكرامة والقوة " فقال النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن القوى خير وأحب إلى
الله من المؤمن الضعيف " لهذا أحد العلماء قسم الفقر إلى ثلاث أنواع فقر
الكسل وفقر القدر وفقر الإنفاق ، فلو تكلمنا عن فقر الكسل فهو ما أقصده في مقالي
هذا فتجده لم يسخر قدراته أو مهاراته أو حتى لم يحاول أن يكتشف ذاته ويخطط لحياته
ولم يبذل السبب ولم يبدع في تجارته أو وظيفته فأنى للنجاح والغنى أن يأتيه وأنى
لرب الكون أن يعينه وهو لم يبذل السبب ولم يعن نفسه فربنا جل في علاه خلقنا أقوياء
وطلب منا نتائج وهي إعمار الأرض ، كيف
ستكون معمر للأرض وأنت مدمر لذاتك وقدراتك ؟ أما فقر القدر فهم يقصدون من أصيبوا
بعاهات وابتلاء من الله جل في علاه مثل العمى والإعاقة البدنية ومع ذلك اختاروا أن
يكون أقلها أصحاء في عقلوهم وأفئدتهم رغم كل شيء ولدينا مثال في مجتمعنا فتجد
رياضي يحصل على كأس العالم في الجري هو فاقد الرجلين أو يحفظ القرآن الكريم ويصبح
مفتي الديار وهو فاقد العينين ، ولهذا أنت
العاجز وأنت بكامل قواك فقط الفرق بينكما أربعة حروف ع ا ج ز هو طلق هذة الحروف
وحولها إلى وقود للنجاح وأثبت للعالم أنه المسلم القوي وبإذن الله هو مأجور لأنه
سيكون صاحب بصمة لا محاله أما فقر الإنفاق فهو مثال لسيدنا أبو بكر الصديق رضي
الله عنه عندما سأله حبيبنا صلى الله عليه وسلم ماتركت قال تركت لهم الله ورسوله فأين
نحن من هذة الثلاث الأنواع هل لدينا فقر قوة أم غنى عجز لابد أن تعي وتعلم بأن
العجز متى مافارقته جاءت القوة والغلبة والنجاح ووجدت نفسك بإذن الله ضمن الناجحين
فالمؤمن كيس فطن ولابد أن نتخذ الأسباب في هذة الحياة ونجري للنجاح ، عندها نقول
حسبي الله ونعم الوكيل على أي حال وننتظر من الله التوفيق والمعونه فهو من يرزقك
البركة وهو من يقدر لك ويختار لك النتائج فلله حكمه في خلقه ، فقط المطلوب منك أن
ترمي البذرة على أرض خصبة ، أنت ماركة شخصية معروفة في مجالك نحن معك ونشجعك على
الإنجاز ، إنطلق على بركة الله قوة تخطيط توكل على الله :: أنتم لها وقدها::
د.ناصر الأسد خبير في بناء الماركة
الشخصية
ناشط اجتماعي ومحفز الشبـــاب على
الإنجــاز
كاتب ومــــحاضــر في مـــجـــال
تطوير الذات