حسن العربي ـ أبوظبي
حذر اختصاصيون مما أسموه بالتمظهر الاجتماعي والسعي وراء الماركات باعتباره داء يؤدي إلى تدمير الأسر والمجتمعات، لافتين إلى أنه يولد الحسد والضغينة والتباعد بين الأقارب والأصدقاء.
وأفاد المحاضر في مجال تطوير وصناعة الذات، والمدرب والمستشار في مجال التسويق والعلاقات العامة بأن: البعض يركض وراء الحصول على الماركات ظناً منهم أنها ستجلب له السعادة، وللأسف لم ولن يجدها، فقوة الأنا تجعله يقدم الغالي والرخيص ليثبت أنه موجود.
وأضاف: تستغل بعض الشركات العالمية إصابة البعض بـ «التمظهر الاجتماعي» لتحقق مليارات الدراهم عبر زرع الرغبة الشرائية لديهم للوصول إلى جيبه وهو يبتسم.
وأكد الأسد أن التمظهر الاجتماعي عبارة عن حفرة عميقة بدايتها أضواء وتصفيق ونهايتها شجب وبكاء، مشيراً إلى أننا لسنا مضطرين للدخول في معركة الديون والقروض للحصول على سيارة فارهة، ولسنا مجبرين على شراء ساعة غالية الثمن تساوي راتبنا عشرات المرات.
وأضاف المستشار في مجال التسويق والعلاقات العامة: البعض يعمد إلى شراء الماركات سعياً للتميز عن الآخرين، والبعض الآخر يشتريها لمميزات هو في حاجة إليها، ولكن ما لا شك فيه أننا أصبنا في عمق مجتمعنا بالانجرار وراء مختلف الماركات التجارية وبكافة أنواعها، فقد يدفع أحدنا كل ما يملك حتى يصل إلى امتلاك تلك الماركة ليشعر أنه متميز عن الآخرين، وأنه إنسان مهم، بل سيحاول أن يبني للآخرين صورة ذهنية مفادها «أنا إنسان مهم، أنا إنسان غير».
وأردف الأسد: إن اسمك وشخصيتك وهويتك وقيمتك بين الناس وإنجازاتك وقيمك هي المعيار الذي يحدد ماركتك الشخصية، نحن نحلم ونطمح إلى صنع الفرق في المجتمع، فما رأيك لو تتوقف قليلاً وتسأل نفسك ما الذي يميزك عن الآخرين؟ ما الذي يجعلنا نتوقف عندما نسمع اسمك؟ ما هي منجزاتك، إبداعاتك، مخرجاتك الحقيقة التي تجعل من اسمك ماركة شخصية نسعى للاستفادة منها.
وأشار إلى أن «الاهتمام بالماركة الشخصية في إطار الإنجاز وخدمة الأوطان والتركيز على مجال يحبه ويهواه الشخص ويعتقد أنه سيتميز به هو السبيل لنجاحه، والسبب في نجاح من كان يسعى لإبهارهم، وهو الطريق الوحيد للحصول على مكانة في حياة الناس بجدارة واقتدار».
وأوضح المستشار في مجال التسويق والعلاقات العامة أن المجتمع يبحث عن الأشخاص أصحاب الأفكار والإبداعات والاختراعات والنجومية في مجال ما، فالإنسان أصبح في تحدٍ غير عادي للاطلاع على الكتب والمدونات والاحتكاك بأهل الخبرات وطلب الاستشارات من الاختصاصيين والبحث عن الفرص التي يجد نفسه وماركته الشخصية بين طياتها، وعندها سيحصل على الأضواء بقوة ماركته الشخصية، وبقوة أعماله ومدى تأثيرها في المجتمع.
جريدة الرؤية - عدد اليوم
http://alroeya.ae/2013/11/05/99680
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق