سيارة والدي أحسن من سيارة والدك ...
(أطفالنا والماركة الشخصية)
اليوم وأنا خارج من المسجد سمعت أولاد
يتكلمون مع بعضهم البعض ، يقول أحدهم للآخر أبي أقوى منك والآخر يقول لا والله أبي
أقوى منك ، رغم جمال أن يعتز الطفل بوالده وبأخلاق وقوة والده لا بما يملك ، إلا
أنني أبني عليها نفس الحوار وهذا جزء من واقعنا ونحن وقعنا فيه منذ الصغر الذي
يجري بين أبناءنا الصغار وشبابنا الكبار سيارة والدي أحسن من سيارة والدك ، والشباب
يقول ساعتي ماركة أحسن من ساعتك ، وسيارتنا ثمنها غالي وموديل جديد ، وبيتنا أجمل
من بيتكم ، وثيابي ماركة إيطالية وثيابك ماركة صينية ، وهكذا يستمر المسلسل في
التباهي بما نملك ومايملك أهلنا ، لهذا أتمنى أن ننقذ أولادنا من خطر التمظهر
الاجتماعي والإنشغال بالظاهر الوهمي ونسيان الباطن الحقيقي ، نزرع في أطفالنا حب
الإنجاز والتفاخر به في كل محفل ، فممكن يقول أنا أحفظ كتاب الله ، أنا تميزت في
المدرسة ، أنا أتقن مهارة أو عندي قدرة ، أنا أحفظ كتاب ، أنا ابتكرت أنا اخترعت
والدي يصلي ، والدي متعلم ، والدي مفكر ، والدي حصل على وسام ، درع ، والدي بنى مسجد ، تصدق ، ونخبرهم
بجديدنا في هذا الأمر حتى نوجد لهم البديل
ويدركون الفرق بين الوهم والحقيقة والحق والباطل ، نتباهى بأشياء راقية حتى نصبح
للرقي عنوان ، لابد أن يفكر أطفالنا بهذة الطريقة حتى يسعى أن يتفاخر ويحقق ذاته
بين أصحابة بهذا الإنجاز ، صدقوني هناك من يهان ويقتل في اليوم ألف مرة فقط لأنه
فقير ملابسه ليست جديدة رغم أنه أذكى زملاءه في المدرسة وأجملهم أخلاقاً وسيارتهم
قديمة ووالده من قبيلة غير معروفة وهكذا يجرونه للتفكير السلبي بعد أن رباه والداه
على القيم والإنجاز ، نريد أن نسلح أولادنا بهذا الفكر بأن قيمتك في أخلاقك في
علمك وفي كتابك في مهاراتك ، أنت إنسان عظيم حتى لو ثيابك قديمة أو جنسيتك فيها
نظر أو قبيلتك عليها كلام ، إنجازك هو من يجعل لجنسيتك وقبيلتك وثيابك وبيتك ومظهرك
قيمة ، أنت من تجعل للأشياء قيمة لا العكس ، أبناؤنا لابد أن يتعلمون حب الإنجاز
وحب خدمة المجتمع وحب أن يصبحوا ماركات شخصية معروفة في مجتمعهم نشجعهم على الشهرة
في طريق الخير لامانع من ذلك من وجهة نظري ، لانريد أن يكونوا للسلبية عنوان نريد
أن يولد بيننا عظماء وقادة ومفكرين لانسخ متعددة تلحق بملايين الشباب اليوم ، نريد
أن نكون جزء من التغيير جزء من التحفيز جزء من الحل ونبدأ بأنفسنا فنحن قدوة لهم
وهكذا تستمر المسيرة ونهدي مجتمعنا أجمل مانملك ولكم في كثير من شباب الأمة المثل
الأعلى فهناك من شرف أهله ووطنه ومجتمعه فقط لأنه تربى طاعة الله وسنة حبيب الله
صلى الله عليه وسلم تربى على الإنجاز وحب النجاح
- أكيد نحن لها وقدها
د.ناصر الأسد رائد صناعة الماركة الشخصية
كاتب ومحاضر في مجال تطوير وتحفيز الذات
مؤسس والمشرف العام لمشروع بصمة حياة
ومبادرة ماركتي في دولتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق